فبينما هو ذات يوم يشتغل في معمله إذ رأى ضبابا كثيفا قد تلبد في المعمل، ثم رأى في وسط ذلك الضباب رجلا جالسا على كرسي وبين رجليه كلب، فرجع خطوة منذعرا إذ علم أنه صاحب الكلب الأسود، ولكنه لم يلبث أن سكن روعه عندما رآه يبتسم، فقال له: أهذا أنت؟ فإني لم أرك من زمن بعيد.
قال: ألم أقل لك إني سأراك لأخبرك من أنا قبلما أفارقك الفراق الأبدي؟ فاعلم الآن أني لست من الإنس ولا من الجن، بل إني روح الفأل والشؤم، لا يراني غير من أحل فيه، ولا أحل إلا في العقول الكبيرة الناضجة، فقل لمن لا يعتقد بالنحوس والسعود أنه ليس من أصحاب العقول، وهذا آخر العهد بيني وبينك، وعليك سلام الله!
وعند ذلك انقشع الضباب، واختفى الشبح، فنظر فيلكس إلى ما حواليه، فرأى لوحة كتب عليها بحروف كبيرة المبدأ الذي تغلب به على النحس ألا وهو «قوة الإرادة».
وعاش فيلكس مع امرأته وولده أهنأ عيش، وظل أصحابه يداعبونه ويذكرونه بلقبه القديم «أبو النحوس» إلى أن فكر في اختيار لقب جديد هو «أبو السعود».
অজানা পৃষ্ঠা