আবু শুহাদা হুসাইন ইবন আলী
أبو الشهداء الحسين بن علي
জনগুলি
ويقوم الميزان، فلا يختلف عارفان بين كفة الرجحان وكفة الخسران.
وهذا الذي قصدنا إلى تبيينه وجلائه بتسطير هذه الفصول. •••
وما من عبرة أولى من هذه بالتبيين والجلاء لدارس التاريخ ودارس الحياة وطالب المعنى البعيد في أطوار هذا الوجود.
ولسنا نقول إن الصراع بين الحسين ويزيد مثل جامع لكل أوان الصراع بين الشهادة والمنفعة، أو بين الإيمان والمآرب الأرضية؛ فإن لهذا الصراع لألوانا تتعدد ولا تتكرر على هذا المثال، وإن له لعناصر لم تجتمع كلها في طرفي الخصومة بين الرجلين، وأشواطا لم تتخذ الطريق الذي اتخذته هذه الخصومة في البداية أو النهاية.
ولكننا نكتفي بحقيقة واحدة توجب الاعتبار بهذه الخصومة وحدها وتفردها بارزة ماثلة للتأمل والتعقيب، وهي أن مسألة الحسين ويزيد قد كانت صراعا بين خلقين خالدين، وقد كانت جولة من جولات هذين الخلقين اللذين تجاولا أحقابا غابرات ولا يزالان يتجاولان فيما يلي من الأحقاب، وقد أسفرا عن نتيجة فاصلة ينفرد لها مكان معروف بين سائر الجولات، وليست جولة أخرى منهن بأحق منها بالتعليق والتصديق.
ووجهتنا من هذه العبرة أن يعطى كل خلق من أخلاق العاملين حقه بمعيار لا غبن فيه.
فإذا سعى أحد بالحيلة فخدع الناس وبلغ مأربه فليكن ذلك مغنمه وكفى، ولا ينفعه ذلك في استلاب السمعة المحبوبة والعطف الخالص والثناء الرفيع.
وإذا خسر أحد حياته في سبيل إيمانه فلتكن تلك خسارته وكفى، ولا ينكب فوق ذلك بخسارة في السمعة والعطف والثناء.
فلو جاز هذا لكان العطف الإنساني أزيف ما عرفناه في هذا الدنيا من الزيوف؛ لأن خديعة واحدة تشتريه وتستبقيه، وما من زيف في العروض الأخرى إلا وهو ينطلي يوما وينكشف بقية الأيام. •••
وإذا كان احتيال الإنسان لنفسه معطيه كل ما تهبه الدنيا من غنم النفع والمحبة والثناء، فقد ربح المحتالون وخسر نوع الإنسان.
অজানা পৃষ্ঠা