আবু শুহাদা হুসাইন ইবন আলী
أبو الشهداء الحسين بن علي
জনগুলি
صلى الله عليه وسلم - وتحكيم مسلم بن عقبة في رجالها ونسائها، ليست بعمل رجل ينكر سياسة كربلاء بفكره وقلبه، أو سياسة رجل تجري هذه الحوادث على نقيض تدبيره وشعوره، وما زال يزيد وأخلافه يأمرون الناس بلعن علي والحسين وآلهما على المنابر في أرجاء الدولة الإسلامية، ويستفتون من يفتيهم بإهدار دمهم وصواب عقابهم بما أصابهم، ومن تجب لعنته على المنابر بعد موته بسنين، فقتله جائز أو واجب في رأي لاعنيه.
ومن أفرط في سوء الظن، رجح عنده أن عبيد الله كان على إذن مستور بكل ما صنع، ويملي لهم في هذا الظن أن استئصال ذرية الحسين من الذكور خطة تهم يزيد لوراثة الملك في بيته وعقبه، ويفيده أن يقدم عليها مستترا من وراء ولاته ثم ينصل منها ويلقي بتبعتها عليهم، ولو لم يكن ذلك لكان عجيبا أن توكل حياة الحسين وأبنائه وآله إلى والي الكوفة بغير توجيه من سيده ومولاه؛ فقد كان الزمن الذي انقضى منذ خروج الحسين من مكة إلى نزوله بالطف على الفرات كافيا لبلوغ الخبر إلى يزيد، ورجوع الرسل بالتوجيه الضروري في هذا الموقف لوالي الكوفة وغيره من الولاة، فإن لم يكن الأمر تدبيرا متفقا عليه فهو المساءة التي تلي ذلك التدبير في السوء والشناعة، وهي مساءة التهاون الذي لا تستقيم على مثله شئون دولة. وقد روى ابن شريح اليشكري أن عبيد الله صارحه بعد موت يزيد فقال: «أما قتلي الحسين فإنه أشار إلي يزيد بقتله أو قتلي فاخترت قتله.» وهو كلام متهم لا تقوم به حجة على غائب قضى نحبه.
ويبدو لنا أن الظن بتهاون يزيد هنا أقرب إلى الظن بإيعازه وتدبيره؛ لأنه جرى عليه طوال حكمه، وألقى حبل ولاته على غاربهم وهو لاه بصيده وعبثه، وأنه ربما ارتاح في سريرته بادئ الأمر إلى فعلة ابن زياد وأعوانه، ولكنه ما عتم إن رأى بوادر العواقب توشك أن تطبق عليه بالوبال من كل جانب، حتى تيقظ من غفلته بعد فوات الوقت فعمد إلى المحاسنة والاستدراك جهد ما استطاع، ولم يكن في يقظته على هذا معتصما بالحكمة والسداد.
ولقد رأى البوادر منه غير بعيد، ولما تنقض ساعات على ذيوع الخبر في بيته قبل عاصمة ملكه، فنعى ابن الحكم فعلة ابن زياد، وناح نساؤه مشفقات من هول ما سمعن ورأين، وبكى ابنه الورع الصالح معاوية فكان يقول إذا سئل: «نبكي على بني أمية لا على الماضين من بني هاشم.»
ومهما تكن غفلة يزيد، فما أحد قط يلمح تلك البوادر، ثم يجهل أنها ضربة هوجاء لن تذهب بغير جريرة، ولن تهون جريرتها في الحاضر القريب ولا في الآتي البعيد.
والواقع أنها قد استتبعت بعدها جرائر شتى لا جريرة واحدة، وما تنقضي جرائرها إلى اليوم.
فلم تنقض سنتان حتى كانت المدينة في ثورة حنق جارف يقتلع السدود ويخترق الحدود؛ لأنهم حملوا إليها خبر الحسين محمل التشهير والشماتة. وضحك واليهم عمرو بن سعيد حين سمع أصوات البكاء والصراخ من بيوت آل النبي، فكان يتمثل قول عمرو بن معديكرب:
عجت نساء بني زياد عجة
كعجيج نسوتنا غداة الأرتب
وكانت بنت عقيل بن أبي طالب تخرج في نسائها حاسرة وتنشد:
অজানা পৃষ্ঠা