قال: «تفعلين كما تشائين. كأنك ألفت الإقامة هنا ونسيت وعدك.»
قالت: «لم أنس وعدي، ولا أريد تغيير عزمي، وأنت تعلم ذلك.»
فمد يده إلى جيبه وأخرج الخاتم ودفعه إليها وقال: «وهل تعرفين صاحب هذا الخاتم؟»
فتناولته وقرأت ما عليه بقرب السراج، فإذا عليه اسم أبي مسلم، فاختلج قلبها في صدرها، وهاجت عواطفها، وتنسمت منه رائحة حبيبها، ونظرت إلى الضحاك وقالت: «هذا خاتمه. ما الذي جاء به إليك؟»
قال: «لم أسرقه، ولكن صاحبه دفعه إلي دليلا على صدق رسالتي، فهل تصدقين ما أقوله؟»
قالت: «وهل كذبتك في شيء قبل الآن؟»
قال: «كلا.»
قالت: «وما الذي بعثك به إلي؟»
قال: «قصصت عليك غرضه، وخلاصة ذلك أننا إن لم نقتل صاحب هذه الخيمة فهو يقتل صاحب هذا الخاتم؛ فإن أحدهما سيقتل الآخر لا محالة، فإذا لم نعمل على قتل هذا فكأننا سعينا في قتل ذاك، ولا سبيل إلى ذلك إلا بك؛ فاختاري أحد الوجهين.»
فأدركت جلنار غرضه فأعظمت الطلب، ولكنها أعظمت أن تعرض حبيبها للخطر وهي تعتقد أنه يحبها، وفي قتله ذهاب كل آمالها؛ فلبثت حائرة ساكتة، واستولى السكوت على تلك الجلسة السرية لحظة، وكل من الحضور مطرق يفكر، ثم فتحت جلنار الكلام قائلة : «قد أوقعتني في حيرة لا أعرف كيف أنجو منها. أما القتل فلا طاقة لي به، ولكنني أبذل جهدي في منع الأذى عن ذاك.»
অজানা পৃষ্ঠা