ذكر اللورد كرومر بعد رياض مصطفى فهمي باشا، صديق اللورد العزيز الذي كان ينتظر الناس أن يقول عنه ما قال وأضعافه ذلك الصديق العزيز الذي حلف له يوم عاد إلى رياسة النظار في سنة 1895 أن يبقى فيها ما دام حيا وما بقي اللورد في مصر. وقد بر بيمينه كما بر في يمينه عن رياض.
ولكن الناس لا يحكمون لمصطفى باشا حكم اللورد له في كل ما قال عنه.
بل يقولون عنه إنه أنكر نفسه وعرف اللورد، فاستحق أن يكون سامي المقام في عينيه لا في عيني الأمة المصرية.
وقال السير ألدون غورست في تقريره عن مصر والسودان سنة 1908:
وفي نوفمبر من السنة الماضية (1907) استقال مصفى فهمي باشا من منصب رياسة مجلس النظار، بسبب اعتلال صحته منذ زمن طويل.
وقد أفاد عطوفته في الثلاث عشرة سنة التي تولى الوزارة فيها بلاده وبريطانيا العظمى فائدة دائمة لا تزول، بحسن مساعيه الدائمة الصادرة عن نية خالصة في التوفيق بين العنصرين الإنكليزي والمصري وتعاونهما واتحادهما على خدمة الحكومة.
فإن معظم الفضل في التقدم الذي تم في عهد وزارته ينسب إلى زوال الخلاف والاحتكاك بين هذين العنصرين.
ولم يسع أحد قدر سعي عطوفته في توطيد أركان الاتفاق بينهما.
وقد رأت مصر في عهد وزارته من التقدم والنجاح المادي والأدبي، ما لم تره في سالف تاريخها كله.
فيحق لمصطفى فهمي باشا وزملائه بأن يهنئوا بالراحة التي نالوها بعد الجد والاجتهاد، شاعرين بأنهم أحسنوا صنعا في بلادهم وأهل بلادهم.
অজানা পৃষ্ঠা