فقال: والله ما سمعت بهذا. فقلت: إذا كان الأمر على هذا، فاعذر المتنبي على مثله، ولا تبادر إلى الحط عليه، ولا المؤاخذة له؛ والمعاني يستدعي بعضها بعضا». انتهى.
ولا بد لنا قبل ختم هذا الباب من ذكر نوع يعده كثيرون من السرقة وليس منها، كقول الطغرائي:
وذي شطاط كصدر الرمح معتقل
بمثله غير هياب ولا وكل
وقول الحريري في مقامته الرابعة والأربعين من قصيدة بائية:
وذا شطاط كصدر الرمح معتقل
صادفته بمنى يشكو من الحدب
قال الصفدي: «ومثل هذا لا يعد سرقة؛ لأن المعنى ليس ببديع، ولا لفظه بفظيع،
11
ولا الطغرائي بعاجز عن الإتيان بمثله، بل جرى على لسانه، ونسي أن هذا لغيره، لعدم الاحتفال بأمره إذ هو ليس بأمر كبير. وهذا كثير الوقوع للناس، لا يكاد يسلم الفحول منه». انتهى كلامه.
অজানা পৃষ্ঠা