103

البلاغة العربية

البلاغة العربية

প্রকাশক

دار القلم،دمشق،الدار الشامية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

প্রকাশনার স্থান

بيروت

জনগুলি

(٣) ومن ذلك ما جاء في القرآن من تخصيص لفظة "الريح" غالبًا في التي تأتي بعذاب وهلاك. وتخصيص لفظة "الرياح" في التي تأتي بنعمة ورزق وخير. فالتفريق هنا جاء بتغيير اللّفظة بين الإفراد والجمع، ومنه قول الله تعالى في سورة (الأعراف/ ٧ مصحف/ ٣٩ نزول): ﴿وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ [الآية: ٥٧] . وقوله تعالى في سورة (الأحقاف/ ٤٦ مصحف/ ٦٦ نزول): ﴿... بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الآية: ٢٤] . وقد يكون للريح الواحدة أثر في التدمير والعذاب، بحسب تواترها وشدّتها، أمّا التي تأتي بُشْرًا بين يدي رحمة الله، فإنَّها قد تكون أنواعًا من الرياح تحمل الخير ويدفع الله شرّ بعضها ببعض. أو نقول: اختر الله ﷿ لفظ الجمع "الرياح" للتي تأتي بنعمة ورزق وخير لأنّها هي الأعظم والأكثر في واقع الحال، إذ رحمته سبحانه سبقت غضبه، واختار لفظ المفرد "الريح" للتي تأتي بعذاب، لأنها هي الأقلّ في واقع الحال، فدلّ على الكثرة بالجمع وعلى القلة بالإِفراد. والله أعلم.

1 / 109