الزهد والورع والعبادة
محقق
حماد سلامة، محمد عويضة
الناشر
مكتبة المنار
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧
مكان النشر
الأردن
تصانيف
التصوف
سبيلنا ولنحمل خطاياكم وَمَا هم بحاملين من خطاياهم من شَيْء انهم لَكَاذِبُونَ وليحملن أثقالهم وأثقالا مَعَ أثقالهم وليسألن يَوْم الْقِيَامَة عَمَّا كَانُوا يفترون فَأخْبر أَن أمة الضلال لَا يحملون من خَطَايَا الأتباع شَيْئا وَأخْبر أَنهم يحملون أثقالهم وَهِي أوزار الأتباع من غير أَن ينقص من أوزار الأتباع شَيْء لِأَن ارادتهم كَانَت جازمة بذلك وفعلوا مقدورهم فَصَارَ لَهُم جَزَاء كل عَامل لِأَن الْجَزَاء على الْعَمَل يسْتَحق مَعَ الارادة الجازمة وَفعل الْمَقْدُور مِنْهُ وَهُوَ كَمَا ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن أبي سُفْيَان أَن النَّبِي ﷺ كتب الى هِرقل فَإِن توليت فَإِن عَلَيْك اثم الأريسيين فَأخْبر أَن هِرقل لما كَانَ امامهم الْمَتْبُوع فِي دينهم أَن عَلَيْهِ اثم الأربسيين وهم الأتباع وان كَانَ قد قيل ان أصل هَذِه الْكَلِمَة من الفلاحين والأكرة كَلَفْظِ الطَّاء بالتركي فَإِن هَذِه الْكَلِمَة تقلب الى مَا هُوَ أَعم من ذَلِك وَمَعْلُوم أَنه اذا تولى عَن أَتبَاع الرَّسُول كَانَ عَلَيْهِ مثل آثامهم من غير أَن ينقص من آثامهم شَيْء كَمَا دلّ عَلَيْهِ سَائِر نُصُوص الْكتاب وَالسّنة وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى الهكم اله وَاحِد فَالَّذِينَ لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة قُلُوبهم مُنكرَة وهم مستكبرون لَا جرم أَن الله يعلم مَا يسرون وَمَا يعلنون انه لَا يحب المستكبرين واذا قيل لَهُم مَاذَا أنزل ربكُم قَالُوا أساطير الْأَوَّلين ليحملوا أوزارهم كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة وَمن أوزار الَّذين يضلونهم بِغَيْر علم
1 / 155