197

الزهد الكبير

محقق

عامر أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٩٩٦

مكان النشر

بيروت

٦٨٧ - أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي عُمَرُ بْنُ مَعْبَدٍ الْوَاعِظُ:
[البحر الرجز]
أَنَا مِنْ عَيْنِي وَقَلْبِي فِي بَلَاءْ ... وَسِقَامِي مَا لَهُ الدَّهْرُ دَوَاءْ
وَكِتَابِي مِنْ جِنَايَاتِي مَلَا ... ذَهَبَ الْعُمْرُ بِلِعْبٍ وَانْقَضَى"
٦٨٨ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُتُلِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ يَذْكُرُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ يُنْشِدُ شِعْرًا فَانْتَهَى فِي شِعْرِهِ إِلَى هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: «
[البحر الطويل]
فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا ... أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ
فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً ... فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ
فَأَصْبَحَ تَبْكِيهِ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا ... وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتُهُ رَفَعْ
وَقُرِّبَ مِنْ لَحْدٍ فَكَانَ مَقِيلُهُ ... وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ
وَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ ... وَلَا مُعْدَمًا فِي الْحَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ»
قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَبْكِي وَيَضْطَرِبُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، وَقُمْنَا وَتَفَرَّقْنَا

1 / 263