الزهد الكبير
محقق
عامر أحمد حيدر
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٩٩٦
مكان النشر
بيروت
قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ:
[البحر الطويل]
أَعَيْنَيَّ هَلْ لَا تَبْكِيَانِ عَلَى عُمُرِي ... تَنَاثَرَ عُمُرِي مَنْ يَدَيَّ وَلَا أَدْرِي
إِذَا كُنْتُ قَدْ جَاوَزْتُ سِتِّينَ حِجَّةً ... وَلَمْ أَتَاهَّبْ لِلْمَعَادِ فَمَا عُذْرِي؟
٦٣٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤] قَالَ: فِي أَعْدَلِ خَلْقٍ ثُمَّ ﴿رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] يَقُولُ: مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [التين: ٦] يَقُولُ: " الَّذِينَ يُدْرِكُهُمُ الْكِبَرُ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَالَ: لَا يُؤْخَذُونَ بِعَمَلٍ عَمِلُوهُ فِي كِبَرِهِمْ "
٦٣٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَجُودِي وَفَاقَةِ خَلْقِي إِلَيَّ وَارْتِفَاعِي فِي مَكَانِي إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي أَنْ يَشِيبَا فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ أُعَذِّبَهُمَا» قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ ⦗٢٤٣⦘ اللَّهِ ﷺ يَبْكِي عِنْدَ ذَلِكَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «أَبْكِي مِمَّنْ يَسْتَحِي اللَّهُ مِنْهُ وَلَا يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ»
1 / 242