الزهد الكبير
محقق
عامر أحمد حيدر
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٩٩٦
مكان النشر
بيروت
٥٩٦ - سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ أَبَا الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: «لَا يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَنَا أَمَلُ الِاسْتِقَامَةِ مِنْ وَجَلِ الْقِيَامَةِ وَالْوَجَلُ مِنَ الْقِيَامَةِ أَوْلَى بِنَا مِنْ أَمَلِ الِاسْتِقَامَةِ»
٥٩٧ - وَقَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ: «الْمَوْتُ كُسُوفُ قَمَرِ الْحَيَاةِ، وَخُسُوفُ شَمْسِهَا، وَهُوَ لِيَوْمِ الْحَيَاةِ مَسَاءٌ، وَالْمُحْسِنُ وَالْمُسِيءُ فِيهَا سَوَاءٌ، وَهُوَ مُنْتَهَى رَاحَةِ قَوْمٍ وَمُبْتَدَأُ عَذَابِهِمْ، وَالْمَوْتُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ جِسْرٌ عَلَيْهِ بِكُلِّ أَحَدٍ مَعْبَرٌ عَلَيْهِ، وَالْمَوْتُ وَإِنْ كَانَ لِلْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ آخِرًا فَهُوَ لِلْحَيَاةِ الْبَاقِيَةِ أَوَّلًا وَصَدْرًا»
٥٩٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " أَوْحَشُ مَا يَكُونَ ابْنُ آدَمَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ: فِي يَوْمِ وُلِدَ فَيَخْرُجُ إِلَى دَارِ هَمٍّ، وَلَيْلَةِ يَبِيتُ مَعَ الْمَوْتَى فَيُجَاوِرُ جِيرَانًا لَمْ يَرَ مِثْلَهُمْ، وَيَوْمِ يُبْعَثُ فَيَشْهَدُ مَشْهَدًا لَمْ يَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا فِي هَذِهِ الثَلَاثَةِ مَوَاطِنِ: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: ١٥] "
1 / 228