الزهد لأبي داود السجستاني
محقق
أبو تميم ياسر بن ابراهيم بن محمد، أبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم
الناشر
دار المشكاة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
مكان النشر
حلوان - مصر
٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا إِسْحَاقُ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ يَنَاقٍ صَاحِبَ رِحَابٍ يَقُولُ: ⦗١٠٠⦘ لَقَدْ أُنْزِلَ فِي هَذَا الْأَنْدَرِ مُلُوكٌ ثَلَاثَةٌ: كِسْرَى وَقَيْصَرُ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ مُشْتَغِلٌ فِي طَعَامِ النَّاسِ أَوْ قَالَ: الْجَيْشِ وَمَا يُصْلِحُهُمْ وَقَدْ هَيَّأْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَوْضِعًا كَمَا كُنْتُ هَيَّأْتُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَعَاهَدُهُ لَا يَنْزِلُهُ أَحَدٌ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ رَأَيْتُ فُسَيْطِيطَ يُضْرَبُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَقُلْتُ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ هَذَا مَكَانٌ هَيَّأْتُهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتَنَحُّوا عَنْهُ، فَقَالُوا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي يَأْخُذُ بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ كرباس وَسِخٌ قَدْ كَادَ أَنْ يَتَقَطَّعَ مِنَ الْوَسَخِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ هَذَا حَتَّى أَغْسِلَهُ فَيَخِفَّ عَنْكَ وَيَذْهَبَ عَنْهُ الْوَسَخُ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ فَأَمَرْتُ قَمِيصَ قِبْطِيٍّ فَجِيئَ بِهِ، فَلَمَّا لَبِسَهُ فَوَجَدَ لِينُهُ وَقَعْقَعَتَهُ، قَالَ: وَيْحَكَ، عَلَيَّ بِقَمِيصِي، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ وَلَمَّا يَجِفَّ، فَلَبِسَهُ وَخَلَعَ ذَلِكَ الْقَمِيصَ، وَذَهَبْتُ أُدْخِلُهُ بَيْتًا فِيهِ نَقْشٌ أَوْ قَالَ صُوَرٌ فَأَبَى أَنْ يَدْخُلَهُ.
1 / 99