الزاهر في معاني كلمات الناس

ابن الأنباري ت. 328 هجري
47

الزاهر في معاني كلمات الناس

محقق

د. حاتم صالح الضامن

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ -١٩٩٢

مكان النشر

بيروت

٢٢ - وقولهم: قد سَجَدَ الرجلُ (٧٣) (١٤١) قال أبو بكر: معناه: قد انحنى وتطامن ومال إلى الأرض. من قول العرب: قد سجدت الدابة، وأسجدت، إذا خفضت رأسها لتركب. قال الشاعر (٧٤): (وكِلتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأسُها ... كما سَجَدَتْ نصرانَهٌ! تَحَنَّفِ) / ويقال: قد (٧٥) سجدت النخلة: إذا مالت، ونخلة ساجدة، ونخل (٢٠ / أ) سواجِد ومن ذلك قول الله عزوجل: ﴿والنجمُ والشجرُ يسجدان﴾ (٧٦)، قال الفراء (٧٧): معناه: يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء. ويكون السجود على جهة الخشوع والتواضع والتذلل لله؛ كقوله ﷿: ﴿أَلَم تر أنَّ الله يسجد له مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ﴾ (٧٨)، فسجود الشمس والقمر والنجوم والجبال على جهة التواضع والتذلل لخالقها ﷿. قال الشاعر (٧٩): (ساجدَ المنخر لا يرفعُهُ ... خاشعَ الطرفِ أَصمَّ المُسْتَمَعْ) أراد: خاضعًا ذليلًا. وقال الآخر (٨٠): (بجمْعٍ تَضِلُّ البُلْقَ في حَجَراتِهِ ... ترى الأُكْمَ منها سُجَّدًا للحوافِرِ) أراد خاشعة ذليلة. (١٤٢) ويكون السجود على معنى التحية؛ كقول الشاعر: (وبنيتُ عَرْصَةَ منزلٍ برباوةٍ ... بينَ النخيلِ إلى بقيعِ الغَرْقدِ) (قد كانَ ذو القرنينِ جدِّيَ مُسْلِمًا ... ملكًا تدينُ له الملوكُ وتسجدُ) (٨١)

(٧٣) ينظر: الأضداد ٢٩٤، أضداد الأصمعي ٤٣، أضداد أبي الطيب ٣٧٨، اللسان (سجد) . (٧٤) أبو الأخزر الحماني كما في كتاب سيبويه ٢ / ٢٩، ١٠٤ والأنصاف ٤٤٥. (٧٥) (قد) ساقطة من ك. (٧٦) الرحمن ٦. وفي ك: والشمس. (٧٧) معاني القرآن ٣ / ١١٢. (٧٨) الحج ١٨. (٧٩) سويد بن أبي كاهل، ديوانه ٣٤. وينظر الأضداد: ٢٩٥. (٨٠) زيد الخيل، ديوانه ٦٦. وينظر الأضداد: ٢٩٥. (٨١) الأول بلا عزو في المقصود والممدود للقالي ١٩٢، والثاني بلا عزو في الأضداد ٢٩٥ وهما من شعر ينسب إلى

1 / 47