385

وبعد أن كانت الشقة قد بعدت عليه وعلى أعوان دين الله السائرين تحت رايته بنور هدايته، إذ كانت الهند قد تحيفت «9» من [219 ب] شواها «10» وأطرافها سبيا وانتهابا، وملكت على أربابها سهوبا وشعابا، فلم يبق إلا ما أجنه «1» ضمير قشمير، ومن دونها فياف تصم عن كل عزيف «2» وصفير، وتضل بينها وفود الرياح إلا بخفير.

واتفق أن حشر إليه من أدنى ديار ما وراء النهر إلى أقصى حدوده زهاء عشرين ألفا من مطوعة الغزاة، وقد وضعوا سيوفهم على عواتقهم محتسبين للجهاد، منتدبين في ذات الله للاستشهاد. يخطبون الجنان بصداق الأرواح، ويستامون الغفران بحدود الصفاح. فحرك «3» السلطان نفيرهم، وذمر «4» نفوس المسلمين تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم «5» إلى قنوج وهي التي أعيت الملوك الماضين غير كشتاسب «6» على ما يزعمه المجوس، وهو كبش أقرانه، وملك الأملاك بزعمهم في زمانه، فثار وبين «7» غزنة دار الملك وخطة قنوج مسيرة ثلاثة أشهر سير الركائب القود، والخوانف «8» السود.

صفحة ٤٠١