375

قد كان السلطان يمين الدولة وأمين الملة منذ شحذ الله عزيمته لغزوات [213 ب] الهند محييا لسنة أبيه، مقتفيا نهج آثاره ومساعيه، باحثا على طريق النظر وسبيل الجدل عن سنن الإسلام، والبدع المعترضة عليها في سالف الأيام، استبصارا منه في الدين، واستظهارا على قمع الملحدين، فقرأ الكثير «6»، وسمع التأويل، وتتبع القياس والدليل، وعرف الناسخ والمنسوخ، والخبر «7» الصحيح والموضوع، وتلقى «8» من أصول الدين ما لم يستجز معه في الدين بدعة، ورأى ما يخالف ظاهره نكرا وشنعة.

وألقي إليه أن في غمار الرعايا بخراسان أقواما ينتحلون مذهب الباطن المنسوب إلى صاحب مصر «1»، ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض، بتأويلات موضوعة تؤدي إلى رفع قواعد الدين، ودفع معاقد الحق واليقين، وإبطال معالم الشرع، وتتبع «2» أحكام الله بالرفض والنقض؛ فأمر بوضع العيون عليهم، وإلصاق الطلب بهم.

وعثر على رجل كان سفيرا بين المذكور «3» وبين أوليائه، والملبين لدعائه «4» وندائه، يعرف القوم بسيماهم وأسمائهم، فنص «5» على عصابة منهم مختلفي البلدان والأوطان؛ فأشخصوا إلى الباب، ورجموا تحت الصلب بالأحجار. ولم يزل يفعل [214 أ] مثل ذلك بأضرابهم «6»، ومن كان يخرج له ذكر بألقابهم «7»، حتى التقطتهم حجارة الرجم والرض، عن بساط الأرض.

صفحة ٣٩١