حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
تصانيف
ومسلم (^١) من حديث أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تعلمنا ما علمك الله. قال: «اجتمعن يوم كذا وكذا» فاجتمعن فأتاهن رسول الله ﷺ له فعلمهن مما علمه الله. ثم قال: «ما منكن من امرأة تُقَدِّم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابًا من النار». فقالت امرأة: واثنين واثنين واثنين؟ فقال رسول الله ﷺ «واثنين واثنين واثنين» واللفظ لمسلم.
وبوّب عليه البخاري في كتاب العلم باب: هل يُجعَل للنساء يوم على حدة في العلم؟
قال الحافظ ابن حجر في اسم السائلة للموعظة: «لم أقف على اسمها، ويحتمل أن تكون هي: أسماء بنت يزيد بن السكن» (^٢).
وفي الحديث من الفوائد:
ما كان عليه نساء الصحابة، وبخاصة نساء الأنصار من الحرص البالغ على تعلم أمور الدين، وحضور مجالس العلم والحكمة، والتشرف بسماع الحديث مباشرة من النبي ﷺ، وفيه جواز مكالمة المرأة الرجل فيما تحتاج إليه من أمور دينها، وقد أُخذ العلم عن أزواج النبي ﷺ وعن غيرهن من نساء السلف، وفيه جواز اختصاص النساء بوقت ينفردن فيه بالعالم لتعليمهن وموعظتهن كما استجاب النبي ﷺ لرغبة النساء ووعدهن يومًا يأتيهن فيه، فوفي وعده وعليه ترجم البخاري، وفيه أن الصبر على المصائب واحتسابها عند الله سبحانه سبب التكفير الخطايا
(^١) كتاب البر والصلة والآداب، باب: فضل من يموت له ولد فيحتسبه (٤/ ٢٠٢٨) ٢٦٣٣.
(^٢) الفتح (١٣/ ٣٦٢).
1 / 252