142

الوساطة بين المتنبي وخصومه

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم، علي محمد البجاوي

الناشر

مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

وما شرَقي بالماءِ إلا تذكّرًا ... لماءٍ به أهلُ الحبيبِ نُزولُ يحرِّمُه لمْعُ الأسنّةِ فوقَه ... فليسَ لظمآنٍ إليهِ وصولُ أمَا في النّجومِ السّائراتِ وغيرِها ... لعيني على ضوْءِ السماءِ دَليلُ ألمْ يرَ هذا الليلُ عينيْكِ رؤيتي ... فتظهرَ فيهِ رقّةٌ ونُحولُ لقيتُ بدرْبِ القُلّةِ الفجْر لُقيةً ... شفتْ كمَدي والليلُ فيه قتيلُ ويومًا كأنّ الحُسن فيه علامةٌ ... بعثتِ بها والشمسُ منكِ رسولُ وقوله: دِمَنٌ تكاثرَتِ الهُمومُ عليّ في ... عرَصاتِها كتكاثُرِ اللّوّامِ فكأنّ كلّ سحابةٍ وكفتْ بها ... تبكي بعينَي عُروةَ بن حِزامِ ولطالَما أفنيتُ ريقَ كعابها ... فيها وأفنَتْ بالعِتابِ كلامي وقوله: شاميّةٌ طالَما خلوْتُ بها ... تُبصِرُ في ناظرِ مُحيّاها فقبّلَتْ ناظري تُغالطُني ... وإنما قبّلتْ به فاها تبُلّ خدّيَّ كلّما ابتسمَتْ ... من مطرٍ برقُه ثناياها ما نفّضتْ في يدي غدائِرُها ... جعلَتْه في المدامِ أفْواها

1 / 142