وقائل هذا ابن السعيد محمد ... محبُّ النبيَّ المصطفى وسميه
وله أيضا يشكو حال بعض علماء وقته:
سقى دمن الحي الحيا المتفائض ... وفي وجهه برقٌ من البشرِ وامض
يَصُبُّ عليهنّ المياهَ كأنه ... لما دنّس العصران منهن راحض
معاهد أرآم الأنيس فأصبحت ... وفيها لأرآم الفضاء مرابض
رياض لوى بيض العمائم حزنها ... كما قمِّصَت خضر الملاء الربائض
تذكرنا هاتى بتلك تشابهًا ... يبين فيخفيه الشوى والمآبض
فتلك التي يغذو صناب وناطف ... وهاتى التي يغذو كباث وبارض
أثار الدكارُ العنبرية حبها ... ففاض على الأحشاء والصبر غائض
وليل قضينا فيه للأنس حقهُ ... فتمت بما نهوى الأماني الغوائض
تدوِّم غربان الدجى فتردها ... إلى الجوحيات الشماع النضائض
زمان توانى في المصالح أهله ... وكلهم نحو المفاسد راكض
يقولون خير الدين والعلم سعيهم ... وسعيهمُ للدين والعلم هائض
عجزت فأظهرت القبول كتابع ... عجوزا يصلى خلفها وهي حائض
فلو كنت أرجو الودَّ منهم تواخيًا ... وما منهمُ إلا عدُوٌ مباغِضُ
لكنت كراج للنوافل حفظها ... لدى مَنْ مضاعاتٌ لديه الفرائض
وراج لداءٍ طب من هو مشكل ... عليه مريض الماءِ والمتمارض
كما خض ماء الشنّ جرَّا إتائه ... ومُطّلب عنّاهُ أبلق ماخض
إلى كم وهذا الجور يبرم حكمهُ ... ولم يتعقبه من العدل ناقض
ولم يبق إلا مغمض متباصر ... يخاف أذاه مبصر متغامض
1 / 10