وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

أبو مروان عبد الملك بن حبيب القرطبي ت. 238 هجري
68

وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

تصانيف

أن ولي الله قد أقبل، فيشرف من فيها على المدينة، فإذا رأوه، قالوا: مرحبا بسيدنا، ومولانا نحن لك ، فيدخله القصر، فيريه ما أعد الله له من النعيم والكرامة والأزواج والخيل والخدم، فيقول له الملك: يا ولي الله كل ما ترى لك، ولك عند الله المزيد، فيقول: الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين.

239- قال عبد الله: وحدثني المكفوف، عن أيوب بن حوط، عن قتادة، قال: المنزل الأول في سورة الرحمن منزل المقربين، والمنزل الآخر منزل أصحاب اليمين.

240- قال عبد الملك: وهو أحسن عندي من تفسير الضحاك فيه، قال: وقال قتادة في قوله تعالى: {ولقاهم نضرة وسرورا} قال: نضرة في وجوههم،/ وسرورا في قلوبهم.

قال: وقال قتادة في قوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون} أي صفة الجنة، وفي قوله تعالى: {ذواتا أفنان} قال: الأفنان: الأغصان، وقال بعضهم: الألوان، وفي قوله تعالى: {وندخلهم ظلا ظليلا} قال: ندخلهم ظلا لذلك الظل ظل، وقال بعضهم: ظلا دائما، وفي قوله تعالى: {مدهامتان} قال: خضراوان ناعمتان، وفي قوله تعالى: {فيهما عينان نضاختان} قال: نباعتان بكل خير، وفي قوله تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لا يموتون، وفي قوله تعالى: {بأكواب وأباريق} قال: المكوكب المدور القصير العنق القصير العروة، والإبريق المستطيل العنق الطويل العروة، وفي قوله تعالى: {كانت قواريرا قواريرا من فضة} قال: اجتمع فيها صفاء الزجاج في بياض الفضة، وهي من فضة، وفي قوله تعالى: {قدروها تقديرا} قال: على قدر أكف الخدم، وقال بعضهم: على قدر ريهم، وما يشتهون لا ينقص، ولا يفضل، وفي قوله تعالى: {وكأسا دهاقا} قال: الممتلئة المترعة، وفي قوله تعالى: {يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك} قال: عاقبته مسك، وقال بعضهم: خاتمه مسك كما يختم أهل الدنيا على آنية شرابهم بالطين، وهو أحسن ما سمعت.

صفحة ٧٦