[دخول ابن زياد إلى الكوفة]
ثم خرج من البصرة وأقبل إلى الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهلي (1) وشريك بن الأعور الحارثي (2) وحشمه وأهل بيته بضعة عشر رجلا (3) حتى دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو متلثم، والناس قد بلغهم إقبال حسين [(عليه السلام)] إليهم فهم ينتظرون قدومه، فظنوا- حين قدم عبيد الله- أنه الحسين [(عليه السلام)] فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه وقالوا:
مرحبا بك يا ابن رسول الله! قدمت خير مقدم، فرأى من تباشيرهم بالحسين (عليه السلام) ما ساءه، وغاضه ما سمع منهم، وقال: ألا أرى هؤلاء كما أرى! فلما أكثروا قال مسلم بن عمرو [الباهلي]: تأخروا، هذا الأمير عبيد الله بن زياد.
فلما دخل القصر وعلم الناس أنه عبيد الله بن زياد دخلهم من ذلك كآبة وحزن شديد! (4)
صفحة ١٠٩