وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فلما اجتمعت إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين [(عليه السلام)] فأخذوا يبكون.
[و] قام عابس بن أبي شبيب الشاكري (1)، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
«أما بعد: فاني لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما اغرك منهم، والله لاحدثنك عما أنا موطن نفسي عليه؛ والله لاجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا اريد بذلك إلا ما عند الله».
فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي [الأسدي] فقال:
«رحمك الله؛ قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك».
ثم قال:
«وأنا- والله الذي لا إله إلا هو- على مثل ما هذا عليه».
ثم قال الحنفي (2) مثل ذلك.
واختلفت الشيعة إليه حتى علم مكانه، فبلغ ذلك النعمان بن بشير (3)،
صفحة ١٠٠