سموم (1) الجوزاء عند اعتدال الشمس في أفقها، إلا أن أخاك (2) عثمان أصبح منك بعيدا، فصرت بعده مزيدا، فأطلب لنفسك ظلا تأوي إليه فتستكن به، فأني أراك على التراب رقودا، وكيف بالرقاد بك؟ لا رقاد لك! فلو قد استتب هذا الأمر لمريده ألفيت كشريد النعام يفزع من ظل الطائر، وعن قليل تشرب الرنق (3)، وتستشعر الخوف (4)، ألا وإني أراك فسيح الصدر، مسترخي اللبب (5)، رحوا الحزام، قليل الاكتراث، وعن قليل يجتث أصلك، والسلام.
وكتب في آخره هذين البيتين شعرا (6):
اخترت نومك أن هبت شامية * عند الهجير وشربا بالعشيات على طلابك ثأرا من بني حكم * هيهات من راقد طلاب ثارات وكتب إلى يعلى بن أمية:
أما بعد، أحاطك الله بكلاءته، وأيدك بتوفيقه، كتبت إلي صبيحة ورد علي كتاب مروان بن الحكم، يخبرني باستشهاد أمير المؤمنين وشرح الحال، وأنه قد طال به العمر حتى نقضت قواه، وثقلت نهضته،
صفحة ٨٠