103

لنا: إن هذه الأخبار وردت على وجه الندب، أما قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إن الله زادكم صلاة)) فالزيادة لا تكون إلا نافلة، ولا فرق بين النافلة والزيادة عند أهل اللغة، قال الله تعالى في قصة إبراهيم: ?ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة?[الأنبياء:72]، بمعنى زيادة. وأما قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا)) فلا خلاف في أنها حق، وقد يكون الحق فرضا ونفلا، وقوله: ((فمن لم يوتر فليس منا)) يريد أنه من تركها استخفافا بها فذلك تارك للسنة، ومن ترك سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لغير عذر فليس من الرسول، وأما قوله: ((أوتروا يا أهل القرآن)) فقد جاء في كتاب الله وفي سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يدل على أنها غير فرض، أما من كتاب الله فقوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}[ البقرة:238]، ووجه الاستدلال بهذه الآية أن الشفع لا واسطة له وأن الوتر له واسطة ومن السنة قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((صلوا خمسكم))(1).

308- خبر : وعن ابن عباس قال: ((كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوتر بثلاث، قرأ في الأولى ب{سبح اسم ربك الأعلى}[الأعلى:1]، وفي الثانية ب{قل يا أيها الكافرون}[الكافرون:1]، وفي الثالثة ب{قل هو الله أحد}[الإخلاص:1]))(2).

صفحة ١٧٦