أنس المسجون وراحة المحزون
محقق
محمد أديب الجادر
الناشر
دار صادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٩٧ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
وقال آخر: يا من طالت عليه الأرض طولا، ليت شعري كيف حالك فيما احتوى عليك منها؟.
وقال آخر: لا تعجبوا ممن لم يعظنا فصار موته لنا واعظا.
وقال آخر: اعجبوا لمن كان هذا سبيله كيف شرهت نفسه لجمع الحطام الهامد، والهشيم البائد (١).
وقال آخر: أيّها الجمع الحافل والملتقى الفاضل، لا ترغبوا فيما لا يدوم سروره، وينقطع لذيذه؛ فقد بان لكم الصّلاح والرّشاد من الغي والفساد.
وقال آخر: قد كنّا أيّها الشّخص بالأمس نراك تقدر على الاستماع والقول، فهل تسمع منّا ما نقول؟
وقال آخر: هذا كان يعطي اليسير ممّا جمع، ليحمد، فقد خلّفه الآن على من لا يشكره.
وقال آخر: قتل هذا الشّخص خلقا لئّلا يموت، ومات كيف لم يدفع الموت عن نفسه؟.
وقال آخر (٢): يا من كان غضبه الموت، هلاّ غضبت على الموت؟
وقال آخر: قد كان فيه صمم عن الحقّ وهو حيّ، كيف بصممه الآن وقد مات؟
وقال آخر: لو منعوا هذا الشّخص مما سفك من الدّماء لجمع الذهب، لكانوا قد أصابوا به من الحكمة.
وقال آخر: لم يؤدّبنا الإسكندر بكلامه مثل ما أدّبنا بنفسه.
(١) في الأصل الهيتم، والتصحيح من مروج الذهب ٢/ ١١. (٢) في مروج الذهب ٢/ ١١: قال الثامن عشر وكان من حكماء الهند.
1 / 101