﵄ أن النبي ﷺ قال: ﴿إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه﴾، قال النووي في: "الأربعين": (حديث حسن)، وصححه الحاكم في: "مستدركه"، وله طرقٌ كثيرة يتقوى بها، كما قاله الحافظ ابن حجر في: "فتح الباري".
وكذلك ما أخرجه مسلم من حديث ابن عباس ﵄ أنه قال: (لما نزل قوله تعالى: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إنا سينا أو أخطأنا﴾ قال الله: قد فعلت)، وبنحوه عن أبي هريرة عند مسلم.
ويدل على الإكراه قوله سبحانه: ﴿إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾: حيث إنها نزلت في عمار بن ياسر ﵁-لما أُكْرِه على قول كلمة الكفر، كما رواه ابن جرير في: "تفسيره"، والبيهقي في: "السنن الكبرى". قال الحافظ في: "الفتح": (جاء ذلك من طرق مرسلة يقوي بعضهما بعضا) . قال ابن العربي في: "أحكام القرآن": (وهذا إن كان إكراها على قول الكفر إلا أن الفقهاء قاسوا عليه غيره من فروع الدين من باب أولى) .
فائدة:
يقسم الفقهاء الإكراه إلى قسمين:
الأول: إكراه تام بمعنى الإلجاء، ومثاله امرأة وُطِئَتْ زنا، لا خيار لها في ذلك.
والثاني: إكراه ناقص ليس بمعنى الإلجاء كالتهديد والوعيد