مجموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد الفقهية

صالح الأسمري ت. غير معلوم
49

مجموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد الفقهية

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

العبد من شهوات ونوازع نفسية وغير ذلك. وفي ذلك مشقة على العبد في الجملة. وقد أشار ابن القيم -يرحمه الله- إلى ذلك في: (مدارج السالكين) . واعلم أن المشقة من حيث مجيئها وأحكامها ثلاثة أقسام أيضًا: المشقة الأولى: مشقة لا تعلُّق للعبد وفعله بمجيئها، وهي المصائب والابتلاءات النازلة على العباد والمكلفين كالأمراض ونحوها، فهذه المشقة ليس ثَمَّ حرج على العبد في السعي في إبعاد آثارها. المشقة الثانية: هي مشقةٌ للعبد تَعَلُّق بمجيئها، وقد يأتي الفعل بدونها، فهذه غير مطلوبة شرعًا من المكلف. ومثال ذلك ما جاء في "صحيح البخاري" وغيره، من حديث ابن عباس- ﵄ في صنيع أني إسرائيل من كونه نذر أن لا يستظل، وأن لا يفطر، وأن لا يقعد، فأمره النبي- ﷺ أن يستظل، ويقعد، وأن يستمر في صيامه. فهذه المشقة جلبها العبد على نفسه، وليست مقصودة من الشارع ولا أمر بها. المشقة الثالثة: هي ما كانت مصاحبةً للفعل، فهذه نوعان: الأول: مشقة اعتيادية لا تُخْرِج الفعل عن طاقة العبد وقدرته، ويدخل في ذلك: جملة الأفعال التكليفية، فإنها لم تسم تكليفية إلا

1 / 54