مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

عمر سليمان الأشقر ت. 1433 هجري
115

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

الناشر

مكتبة الفلاح

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

"وأي فتنة أعظم من أن تظن في نفسك أنّك خصصت بفضل لم يفعله رسول الله صلى الله على وسلم" (١). وقد ثبت في الصحيحين أنَّ الرسول ﷺ قال: "من رغب عن سنتي فليس مني". والمعنى أن من ظن أن سنة ما أفضل من سنّة الرسول ﷺ، فرغب عما سنّه الرسول ﷺ، معتقدا أنّ ما رغب فيه أفضل مما رغب عنه فليس مني، لأن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، كما في الصحيح أن النبي ﷺ، كان يخطب بذلك يوم الجمعة. ولا يحتجّ محتجّ بجمع التراويح، وبقول عمر: "نعمت البدعة هذه" فإنَّها بدعة في اللغة، أي أمر بديع جميل، يدلّنا على ذلك أنَّ صلاة التراويح سنة في الشريعة، يقول ابن بطَّال: "قيام رمضان سنَّة، لأنَّ عمر إنَّما أخذه من فعل النبي ﷺ، وإنَّما تركه النبيّ ﷺ خشية الافتراض" (٢)، فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عائشة أنَّ رسول الله ﷺ خرج ليلة في جوف الليل، فصلى في المسجد، وصلّى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلَّى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدَّثوا، فكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ﷺ فصلى بصلاته، فلمَّا كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى أقبل على النّاس، فتشهد، ثمَّ قال: "أما بعد: فإنه لم يخفَ علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله ﷺ والأمر على ذلك" (٣).

(١) مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢٢/ ٢٢٣). (٢) فتح الباري (٣/ ٢٥٢). (٣) صحيح البخاري (١ - كتاب صلاة التراويح)، انظر فتح الباري (٣/ ٢٥١).

1 / 128