بقومٍ جلوسٍ والقلوع تطير (١)
فسيرك يا هذا كسير سفينةٍ
قيل لمحمد بن واسع .. كيف أصبحت؟ قال .. ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة. (٢)
لو تأملنا بقليل من التفكر هذه الحقيقة لنظرنا إلى ما بقي من أعمارنا نظرة عيسى بن الهزيل حين قال ابن آدم ليس لما بقي من عمرك ثمن. وأي ثمن أخي الحبيب لأعمارنا؟ لننظر إلى اللحظات الأخيرة والبقية الباقية من عمر أبي يوسف يعقوب الأنصاري .. كما يرويها إبراهيم بن الجراح الكوفي بقوله ..
مرض أبو يوسف، فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه، فلما أفاق قال لي:
يا إبراهيم، ما تقول في مسألة؟ قلت: في مثل هذه الحالة؟ ! قال: ولا بأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج
ثم قال: يا إبراهيم، أيما أفضل في رمي الجمار – أي في مناسك الحج – أن يرميها ماشيًا أو راكبًا؟ قلت: راكبًا، قال: أخطأت، قلت: ماشيًا قال: أخطأت، قلت: قل فيها، يرضى الله عنك.
قال: أما كان يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه ماشيًا، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكبًا. ثم قمت من
_________
(١) البداية والنهاية ١٣/ ١٦٦.
(٢) جامع العلوم والحكم ٤٦٢.
1 / 26