تحفة القادم
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
وتحسبُهُ سُنَّتْ عليه مُفاضةٌ ... لأن هاب هبَّاتِ الرياحِ النواسمِ
وتُطلِعه من دُكْنةٍ بعد زُرْقَةٍ ... ظلالٌ لأدواحٍ عليه نواعمِ
كما انفجرَ الفجرُ المُطلُّ على الدُّجى ... ومن دونه في الأُفقِ سُحْمُ الغمائمِ
وقلت أيضًا:
سقيًا لروض رُدْتُهُ رأدَ الضُّحى ... وحمامُهُ طربًا يناغي البلبلا
شتَّى محاسنُهُ فمن زَهَرٍ على ... نَهَرٍ تسلَّلَ كالحبابِ تسلُّلا
وكأنَّما حميَ الربيع لقطفه ... فاستلَّ منه يذود عنه منصلا
غربتْ به شمسُ الظهيرة لا تَني ... إحراقَ صفحتِه لهيبًا مُشعلا
حتَّى كساه الدوحُ من أفنانِهِ ... بُردًا يمزَّقُ في الأصائلِ هلهلا
فكأنَّما لمعُ الظلال بمَتْنه ... قِطَعُ الدماءِ جمدنَ حين تحلَّلا
وقلت أيضًا:
غازلتُ في شطَّيه أب ... كارَ المُنى عصرَ الشبابِ
فالظلُّ يبدو فوقه ... كالخالِ في خدِّ الكَعابِ
لا بل أدار عليه خو ... فَ الشَّمسِ منه كالنِّقابِ
مثل المجرَّة جرَّ في ... ها ذيلَه جونُ السَّحابِ
1 / 79