وقال الأندلسي الشريشي: صحار سوق عمان مدينة كبيرة على ساحل البحر مرساها فرسخ في فرسخ , وبلاد عمان ثلاثون فرسخا ماولى البحر سهول ورمال , وما تباعد حزون وجبال , وهي مدن منها مدينة عمان وهي حصينة على الساحل , ومن جانب الآخر مياه تجري إلى المدينة وفيها دكاكين وأشجار مفروشة بالنحاس مكان آخر , قال وهي كثيرة النخيل والبساتين وضروب الفواكه والحنطة والشعير والأرز وقصب السكر , قال وفي الأمثال: من تعذر عنه الرزق فعليه بعمان , قال وفي أحوازها مغاص اللؤلؤ , وقال: وعمان من أحواز اليمن.
( قلت ) ولعله أراد بمدينة عمان قلهات , وهي الآن عارية من هذه الصفات لانتقال العمارة عنها إلى مسكد , وكون عمان ثلاثين فرسخا فيه نظر , بل هي أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة , والأرز لا يوجد فيها وإنما يجلب إليها من الهند , اللهم إلا أن يكون قد زرع في أيام الأئمة ثم انقطع بانقطاع ذلك الخير , فأنه سيأتي أن الإمامين سلطان بن سيف وولده قيد الأرض قد جلبا لعمان أشجارا كثيرة من البحر , وغرسا فيها تلك الأشجار حتى الورس والزعفران والله أعلم.
صفحة ٦