ثم بعد موته-سنة سبع وتسعين-مع فتح الدين المحرقي بضم المباشرة لسندبيس ونقادة، الموقوفين على الخدام المستمرة فيهما مع ذريته، بخلاف النظر، فما علمت انتهاء مباشرة له، ثم عزل الجمال النويري، وأعيد ابن صالح، ثم صرف في جمادي الأولى سنة تسع وثمانمائة بالبهاء محمد بن المحب محمد بن علي الأنصاري الزرندي، ثم صرف في ذي الحجة منها بجده الزين أبي بكر بن الحسين العثماني المراغي.
ثم صرف بعد سنة ونصف في صفر سنة إحدى عشرة بزوج ابنته الرضي أبي حامد محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري المطري. ولم يلبث أن مات بعد الحج بمكة في ذي الحجة، فأعيد ابن صالح للخطابة والإمامة خاصة، واستقر الجمال محمد بن أحمد بن محمد لوظيفته، ثم انفصل على القضاء فقط في سنة أربع عشرة، وأعيد الكازروني، ولكنه لم يباشره، لأنه كان بالقاهرة، فناب عنه ابن عمه شرف الدين بن تقي بن عبد العزيز محمد الكازروني، في القضاء في رجب التي تليها. ثم عزل بابن صالح في ذي العقدة منها مضافا لوظيفته، ثم انفصل على القضاء فقط في سنة أربع عشرة، وأعيد الكازروني، ولكنه لم يباشره، لأنه كان بالقاهرة، فناب عنه ابن عمه شرف الدين بن تقي بن عبد العزيز محمد الكازروني، ثم في أحد الجمادين من التي تليها أعيد ابن صالح إلى أن مات في صفر سنة ست وعشرين. فولي بعده ابنه فتح الدين أبو الفتح محمد، ثم ترك-في سنة أربع وأربعين-القضاء خاصة لأخيه الزكوي أبي عبد الله محمد، واقتصر على الخطابة والإمامة والنظر، مع معاونة أخيه له فيها، إلى أن مات في جمادي الأولى سنة ستين، فاستقل بنوه الثلاثة: الصلاحي والزكوي والبرهاني، وبالخطابة والإمامة والنظر.
ودام أبو عبد الله عمهم في القضاء مع معاونتهم في الثلاثة إلى أن أعرض عن القضاء للصلاحي أحدهم، وجاءه التفويض بذلك في ذي الحجة سنة سبع وسبعين حين غيبة أخيه الزكوى في الروم. بسبب النظر في أوقافها، فلما رجع منها لمصر سنة ثمانين، وطلب الصلاحي، وشيخ الخدام مرجان التقوى لمصر، فعزلا، وتوجه الصلاحي إلى اليمن.
واستقر الزكوي في الوظائف الأربع إلى أن قتله الأشراف القيامي، لنسبتهم إلى القيام عليهم في أخذ دراهم، حيث بقروا بطنه بعد خروجه من باب جبريل ذاهبا لمنزله بعد العشاء ليلة ثالث عشرين ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين.
وكان الصلاحي قد قدم من اليمن، فأعيد إلى القضاء في التي تليها، مع مشاركة غيره من إخوانه له فيما عداه، بل وزاحمهم ناصر الدين بن الزكوي، وكانت حركات، بل
1 / 31