إلى الإسلام من جديد

أبو الحسن الندوي ت. 1420 هجري
81

إلى الإسلام من جديد

الناشر

دار القلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

الكثيفة ذلك؟ لأنه كان مؤمنا بالله واثقا بنصره. ولأنه كان يعلم أنه على الحقيقة، وإن مقابله صورة فحسب، وان الروم صورة فارغة عن الحقيقة، وكان يعتقد أن الصورة مهما كثرت، لا تقدر أن تقاوم حقيقة الاسلام. لا شك أننا نتلفظ بكلمة الشهادة والتوحيد، ومنا من يعرف ما يقول، ولكن الصورة شيء والحقيقة شيء آخر، أن أصحاب النبي ﷺ والمسلمين الصادقين كانوا على حقيقة هذه الشهادة، فإذا قالوا لا إله الا الله اعتقدوا أنه لا إله غيره، ولا رب غيره، ولا رازق غيره، ولا نافع ولا ضار الا هو، له الملك والحكم، والخلق والأمر، وبيده ملكوت كل شيء، يجير ولا يجار عليه، وأخلصوا له الحب، والخوف، والسؤال والرجاء، والعبادة، والدعاء، وأصبحوا عبادا حنفاء، شجعانا أقوياء، لا يهابون العدو، ولا يخافون الموت، ولا يبالون بلومة لائم. نرجع الى أنفسنا، ونفكر هل هذه هي الحقيقة متغلغلة في أحشائنا، ومتسربة في عروقنا وشراييننا، وهل غرس حياتنا يسقى بهذا الماء؟ معذرة وعفوا أيها السادة، إنا نخاف أن لا يكون الأمر كذلك، وأن نصيب الصورة في حياتنا أكثر من نصيب الحقيقة، وذلك موضع الضعف في حياتنا، وسر شقائنا ومصائبنا، اننا جميعا

1 / 84