119

أو هم قوم مدار دينهم على التعصب للروحانيين؛ يقولون: إن للعالم صانعا حكيما مقدسا عن سمات الحدث، والواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله، وإنما يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه، وهم الروحانيون المطهرون المقدسون جوهرا وفعلا وحالة، وهم ينكرون الأنبياء، ويقولون: إنهم أمثالنا في النوع وأشكالنا في الصورة فمن أين لنا طاعتهم؟ وبأي مزية يلزمنا متابعتهم؟ (ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون) (1) مقالتهم؛ ويقال لهم: الصابئة، أيضا.

وقرئ (الصابين) (2) بالياء؛ إما بتخفيف الهمزة، أو لأنه من صبا إذا مال؛ لميلهم من الحق إلى الباطل، أو من سائر الأديان إلى دينهم، وفي الخبر: (إنهم صبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل والشرائع، وقالوا: كل ما جاءوا به باطل، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول) (3).

الأثر

في حديث بني جذيمة: (كانوا يقولون لما أسلموا: صبأنا صبأنا) (4) أي أسلمنا، لا استهزاء ولكن لما جرى من قولهم في بدء الإسلام لكل من أسلم: صبأ، ولم يكونوا يعرفون أن يقولوا: أسلمنا، وقد تكررت هذه الكلمة.

صتأ

صتأ له، كمنع: صمد وقصد، كصتأه.

صدأ

صدئ الحديد صدأ، كتعب تعبا: علاه الصدأ كسبب وهو بمنزلة الوسخ منه، وهو سيف صديء كأمير ومرآة صديئة، كبديعة (5).

صفحة ١٢٥