التيجان في ملوك حمير

ابن هشام ت. 213 هجري
166

التيجان في ملوك حمير

محقق

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

الناشر

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٤٧ هـ

مكان النشر

صنعاء - الجمهورية العربية اليمنية

تصانيف

التاريخ
أزمة سنة شديدة أكل الناس خيلهم، فلما أكلوا خيلهم مطيهم فكانت الذخائر التي لا يفضي إليها إلا في الجهد الشديد، فلما أفنوها تتبعوا خشاش الأرض من الحرشة وأولادها من شدة الأزل فخرجت جماعة من الحي في طلب النبات فاشرفوا على هجل ذي نبات جم، فلما توسطوا ساحته رأوا غيرانًا متقابلة تأوي إليها السباع وجن عليهم الليل في بعض ما كانوا يطلبون فأووا إلى غار منها وهم لا يعلمون البلد الذي هم فيه، فإذا فيه أولاد سبع. قال: فحدثني رجل منهم يقال له مالك قال: فرأيت في الغار أشبالًا حين شدت قال فخرجنا هاربين قال: فدخلنا وهدة من وهاد الأرض بعدما تباعدنا من ذلك الموضع فأصبنا على باب الوهدة حجرًا مطبقًا فاعتلونا عليه فقلعناه فإذا رجل عليه جبة صوف في يده خاتم عليه مكتوب: أنا حنظلة بن صفوان نبي أهل الرس، رسول الله وعند رأسه صحيفة نحاس مكتوب فيها بعثني الله إلى عريب وهمدان والعرب من اليمن بشيرًا ونذيرًا فكذبوني وقتلوني. قال: فأعادوا عليه الحجر كما كان والصخرة في مكانها كما كانت. عن هشام عن أبي يحيى السجستاني عن مرة بن عمر الأيلي عن الاصبغ بن نباتة قال: أنا لجلوس ذات يوم عند علي بن أبي طالب ﵁ في خلافة أبي بكر إذ اقبل رجل من حضر موت لم أر قط أطول منه ولا أكره وجهًا، فاستشرفه الناس وراعهم منظره وأقبل حتى وقف فسلم وحيا ثم جلس فكان كالقائم فكلم أدنى القوم إليه مجلسًا وقال: من عميدكم؟ فأشاروا إلى علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - وقالوا: هذا ابن عم رسول الله ﵌ وعالم الناس والمأخوذ عنه. فنظر إليه

1 / 174