التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

الشيخ الطوسي ت. 460 هجري
102

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

تصانيف

التفسير

[قوله تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا

بسورة من مثله وادعوا شهداء_كم من دون الله إن كنتم صادقين(23)]

تفسير التبيان ج1

المنخفضة كما يصير كذلك إذا امتلا الاناء الذي فيه الماء وهذا لا يدل على ماقاله لان قول من قال الارض كروية معناه إن لجميعها شكل الكرة.

وقوله: " وانتم تعلمون " يتحمل امرين: احدهما - إنكم تعلمون أنه لا خالق لكم ولا منعم بما عدده من انواع النعيم سوى الله وإن من اشركتم به لا يضر ولا ينفع والثاني - إنه أراد وأنتم علماء بامور معايشكم وتدبير حروبكم ومضاركم ومنافعكم لستم باغفال ولا جهال.

قوله تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين(23)

آية بلا خلاف

الحجة: هذه الآية فيها احتجاج لله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) على مشركي قوم من العرب والمنافقين وجميع الكفار من أهل الكتابين وغيرهم لانه خاطب أقواما عقلاء ألباء(1) في الذروة العليا من الفصاحة والغاية القصوى من البلاغة واليهم المفزع في ذلك فجاءهم بكلام من جنس كلامهم وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم ودلالة على بطلان قولهم ووبخهم وقرعهم وامهلهم المدة الطويلة.

وقال لهم: (فأتوا بعشر سور مثله مفتريات)(2) قال: (فاتوا بسورة مثله)(3) قال في موضع آخر: (بسورة من مثله) وخبرهم أن عجزهم إنما هو عن النظير والجنس مع أنه ولد بين أظهرهم ونشأ معهم ولم يفارقهم في سفر ولا حضر وهو من لا يخفى عليهم حاله لشهرته وموضعه وهم اهل الحمية والانفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء امره ولم يتكلفوا معارضته

---

(1) الباء: ج لبيب.

(2) سورة هود: آية 13.

(3) سورة يونس: آية 38.

صفحة ١٠١