التبر المسبوك في نصيحة الملوك
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وجهه فقال قولي لأبيك يبتع لك خادمة فأتت رسول الله ﷺ وقالت يا رسول الله إني مفتقرة الى خادمة تعينني على اشغالي وتحمل عني بعض اثقالي فقال ﵊ ألا أعلمك ما هو خير لك من خادم وأعز من سبع سموات وسبع أرضين فقالت يا رسول الله علمني فقال ﷺ اذا أردت فقولي قبل منامك ثلاث مرات سبحان الله والحمد لله ولا آله الا الله والله اكبر. وفي الأخبار انهم لم يكن لهم في البيت إلا كساء كانوا إذا غطوا به رؤوسهم انكشفت أرجلهم، وفي الليلة التي كانت فاطمة عروسًا وزفت الى علي بن أبي طالب ﵁ كان تحتها جلد شاة وكانا ينامان عليه وما كان لفاطمة من متاع البيت سوى كساء ومخدة من أدم حشوها ليف لاجرم ينادي لها يوم القيامة يا أهل الموقف غضوا أبصاركم حتى سيدة النساء فاطمة الزهراء.
والمرأة تعز عند زوجها وتنو محبتها في قلبه باكرامها له وكاعتها لامره وقت خلوته ومجامعته لها وبحفظها منافعه واجتنابها مضاره وتربيتها ولده واكتنافها في بيته وقلة خروجها من خدرها وأن تكون عنده كاتمة للسر محتملة للأمر وأن تحفظ وقت طعامه ومهما علمت أن يشتهيه اصطنعته بطلاقة وجه وبشر وان لا تكلفه حاجة ثقيلة وان لا تكون لجوجة وان تستر نفسها عند منامها وان تحفظ سر زوجها في غيبته وحضوره.
قال صاحب الكتاب وواجب على الرجال أن يؤدوا حق النساء العورات وأن يتحفظوا بهن من وجه الرحم والإحسان والمدارة ومن أحب أن يكون مشفقًا على زوجته رحيمًا لها فليذكر عشرة أشياء من أحوالها لينصفها بها. أولها أالمرأة لا تقدر أن تطلقه بغير اذن وهو قادر على ذلك متى شاء، وانها لا تقدر ان تأخذ شيئًا بغير اذنه وهو يقدر على ذلك، وانها ما دامت في حباله لا تقدر على زوج سواه وهو يقدر على الزواج عليها، وانها لا يجوز لها أن تخرج من البيت بغير إذنه وهو يجوز له ذلك، وانها لا يمكنها ان تعزي وهو يمكنه ذلك، وانها تخاف منه وهو لا يخافها،
1 / 129