188

« إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق »(1).

« وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له »(2).

وقد أورد ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة هذا الحديث ثم قال : ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم ، وأخذا بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغيان ، ووجه تشبيههم بباب حطة ، إن الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا ، أو بيت المقدس مع التواضع ، والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الامة مودة أهل البيت سببا للمغفرة والنجاة .

ويا ليتني أسأل ابن حجر هل كان من الذين ركبوا السفينة ودخلوا الباب وأخذوا بهدي العلماء ، أم أنه من الذين يقولون مالا يفعلون ويخالفون ما يعتقدون ، وكثيرون هم أولئك الجهلة الذين عندما أسألهم واحتج عليهم يقولون

( 1 ) المستدرك للحاكم ج 3 ص 151 تلخيص الذهبي ، ينابيع المودة ص 30 و370 .

الصواعق المحرقة لابن حجر ص 184 و234 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي والجامع الصغير له ، إسعاف الراغبين .

( 2 ) مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 168 .

( 190 )

لي ، نحن أولى بأهل البيت وبالامام علي من غيرنا ، نحن نحترم أهل البيت ونقدرهم وليس هناك من ينكر فضلهم وفضائلهم ! .

نعم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، أو أنهم يحترمونهم ويقدرونهم ولكن يقتدون بأعدائهم ، ويقلدونهم ومن قاتلهم وخالفهم .

صفحة ١٨٩