174

( 176 ) رشحها الله لها ، وليست الحجة على الله ولا على رسول الله ولا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وإنما الحجة البالغة على الذين عصوا وبدلوا ، قال تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون )(1).

ج - حديث الدار يوم الانذار :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله مشيرا إلى على :

« إن هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا »(2).

وهذا الحديث هو أيضا من الاحاديث الصحيحة التي نقلها المؤرخون لبداية البعثة النبوية وعدوها من معجزات النبي ، ولكن السياسة هي التي أبدلت وزيفت الحقائق والوقائع ، ولا عجب من ذلك لان ما وقع في ذلك الزمان المظلم يتكرر اليوم في عصر النور فهذا محمد حسين هيكل أخرج الحديث بكامله في كتابه « حياة محمد » في صفحة 104 من الطبعة الاولى سنة 1354 هجرية وفي الطبعة الثانية وما بعدها حذف من الحديث قوله صلى الله عليه وآله ( وصيي وخليفتي من بعدي ) ؛ كذلك حذفوا من تفسير الطبري الجزء 19 صفحة 121 قوله ( وصيي وخليفتي ) وأبدلوها بقوله إن هذا أخي وكذا وكذا . . ! ! وغفلوا عن أن الطبري ذكر الحديث بكامله في تاريخه الجزء 2 صفحة 319 .

أنظر كيف يحرفون الكلم عن مواضعه ويقلبون الامور ، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره . .

وخلال البحث الذي قمت به أردت الوقوف على جلية الحال فبحثت عن الطبعة الاولى لكتاب « حياة محمد » وتحصلت عليها بحمد الله بعد عناء ومشقة

( 1 ) سورة المائدة : آية 104 .

صفحة ١٧٥