(134) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة)) ثم تلا هذه الآية ?وكان حقا علينا نصر المؤمنين?[الروم:48].
إلى هنا انتهى بنا الكلام في الباب الثاني، وما ينبغي أن يلحق بهذا الباب أن يكون المؤمن شديد الخوف من الله تعالى كثير الرجاء له، فإنه النافع الضار وأن لا تأخذه في الله لومة لائم، وأن يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه، وأن يحب في الله ويبغض في الله، وأن يصادق أوليائه وإن كانوا من الأبعدين، فإنه لا بعد مع الإيمان وأن يعادي أعداء الله ولو من الأقربين فإنه لا قرابة لمن عصى الله، وأن يبذل النصيحة لجميع الناس، وأن يعامل الباري في جميع الأمور لا يبالي بأحد وأن يكثر من الطاعة عند أمن الرياء ليقتدى به، وأن يصغر الدنيا في عينه فلا يبالي بما فاته منها، وأن يواضب على الجمعة والجماعات، وأن يحافظ على الأوقات وعلى الجملة يجب الاجتهاد في أداء جميع الواجبات، واجتناب جميع المحرمات، وأن يتدارك المرء نفسه بالتوبة من جميع المهلكات، فإن كل بني أدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. وقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(135) ((إن الذنوب أكثر من أن تحصى ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين، فإن المرء لا يدري متى يهجم عليه الموت)) ونعوذ بالله من ميتة على غير عدة.
وينبغي الإكثار من ذكر الموت فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
صفحة ٧٠