الثانية: العجب:
وهو استعظام المرء نفسه وترفعه على غيره، وإعجابه بشئ من أفعاله وأقواله، وهذه خليقة إبليس لعنه الله تعالى حيث قال: ?أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين?[ص:76] وقليل من يسلم من هذه الخصلة فإن النفس الطموح والشيطان المغوي يزينان للمرء أنك قد فقت على أقرانك بكونك من العلماء، أو بكونك من العباد، أو بكونك من المحتد النبوي، أو بغير ذلك وليس منه أن يعتقد العالم أنه أفضل من الجاهل، وأن العابد أفضل من غيره، وأن الأتي بالواجبات المجتنب للمحرمات أفضل من المخل بشئ من الواجبات المرتكب لشيء من المحرمات ولكن العجب أن يتطاول بتلك النعمة على غيره، ويترفع عليه وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:
(95) ((لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك: العجب..العجب)) وقال علي عليه السلام:(من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل).
قلت: وسبب ذلك أن ثمة شرعيات لا مساغ للعقل في معرفتها.
صفحة ٦٢