يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "لم تحدث في خلافة عثمان بدعة ظاهرة، فلما قُتل وتفرق الناس حدثت بدعتان متقابلتان: بدعة الخوارج المفترين لعلي، وبدعة الرافضة المدعين لإمامته وعصمته، أو نبوته وإلاهيته" (^١).
كما حذر ابن سلام ﵁: من ذهاب الملائكة على إثر قتله، تلك الملائكة التي أحاطت بالمدينة منذ قدمها النبي ﷺ، وأن ذهابهم هذا أبديًا فلن يعودوا بعد ذهابهم أبدًا (^٢) ولم تبين الرواية أي الملائكة المقصودين بقوله، أهم ملائكة مخصوصون أم ماذا؟ فإنَّ الملائكة الذين يكتبون الحسنات وكذلك الذين يكتبون السيئات لن يذهبوا، إلا بخروج روح صاحب الجسد.
وأيضًا فإن النبي ﷺ أخبر أن الملائكة تحيط بالمدينة آخر الزمان حينما يحاول الدجال اقتحام المدينة، فعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ: "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال" وعن أبي بكرة عنه ﷺ: "لا يدخل المدينة رُعب المسيح الدجال ولها يومئذ
(^١) منهاج السنة النبوية (٦/ ٢٣١).
(^٢) رواه عبد الرزاق، المصنف (١١/ ٤٤٥)، وأبو عرب، المحن (٦٨)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٣٥٤ - ٣٥٦)، وحسنه البوصيري (المطالب العالية ٤/ ٢٨٧) وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [٧٢].