فتنة مقتل عثمان بن عفان
الناشر
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
عبد الله بن سلام" (^١).
وبما أن أخباره هذه تتضمن أمورًا غيبية، فإنّ ذلك يزيد التوثق من أن لها مصدرًا موثوقًا عنده وإلا لما حدَّث بها.
ومما ثبت عنه في ذلك أنه خرج يومًا على قتلة عثمان ﵁ ونهاهم عن قتله، وأخبرهم أنه لم يبق من أجله إلا القليل، وقال لهم: "اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة، فوالله لئن تركتموه فليموتن إليها، فأبوا، ثم خرج عليهم بعد ذلك بأيام، فقال: اتركوه خمس عشرة ليلة، فوالله لئن تركتموه ليموتن إليها" (^٢).
وأقسم لهم بأنهم إن قتلوه فلا يصلون جميعًا أبدًا (^٣) ووقع فعلًا ما قاله ابن سلام ﵁، من حيث تفرق قلوب القوم، حتى إن الحسن البصري يقول: فوالله إن صلى القوم جميعًا إن قلوبهم لمختلفة (^٤).
(^١) الذهبي، سير أعلام النبلاء (٢/ ٤١٨)، وابن كثير، تفسير القرآن العظيم (٢/ ٥٢١) وذكر ابن كثير أن في ذلك خلافًا، وانظر فتح القدير للشوكاني (٣/ ٩١ - ٩٢).
(^٢) رواه عبد الرزاق، المصنف (١١/ ٤٤٤)، ويعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ: (١/ ٤١٨)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٣٥٣ - ٣٥٤)، وحسنه البوصيري، وابن حجر (المطالب العالية ٤/ ٢٨٦ - ٢٨٧)، وفيه عنعنة الزهري، وهو مدلس من المرتبة الثالثة، انظر الملحق الرواية رقم: [٢٣١].
(^٣) رواه ابن أبي شيبة، المصنف (١٥/ ٢٠٤، ٢٠٧)، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [١٣٩].
(^٤) خليفة بن خياط، التاريخ (١٧١)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (٣٥١)، بإسناد حسن إلى الحسن، انظر الملحق الرواية رقم: [٥٧].
1 / 273