1029

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

الناشر

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وَرَوَى ابنُ إسْحَاقَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ مُعَاذِ بنِ الجَمُوحَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ القَوْمَ، وَأَبُو جَهْلٍ فِي مِثْلِ الحَرَجَةِ (١)، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَبُو الحَكَمِ لَا يُخْلَصُ (٢) إِلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَصَمَدْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا أمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً أَطَنَتْ (٣) قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ. . .، قَالَ: وَضَرَبَنِي عِكْرِمَةُ ابْنُهُ عَلَى عَاتِقِي، فَطَرَحَ يَدِي، فتَعَلَّقْتُ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي، وَأَجْهَضَنِيَ (٤) القِتَالُ عَنْهُ، فَلَقَدْ قَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي، وَإِنِّي لَأَسْحَبُهَا خَلْفِي، فَلَمَّا آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ (٥) بِهَا عَلَيْهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا (٦)، ثُمَّ مَرَّ بِأَبِي جَهْلٍ وَهُوَ عَقِيرٌ (٧)، مُعَوِّذُ بنُ عَفْرَاءَ، فَضَرَبَهُ حَتَّى أثبتَهُ، فترَكَهُ وَبِهِ رَمَقٌ (٨)، وَقَاتَلَ مُعَوِّذٌ ﵁ حَتَّى قُتِلَ (٩).

= وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب استحقاق القاتل سلب القتيل - رقم الحديث (١٧٥٢) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٦٧٣).
(١) الحَرَجَة: مجتمعُ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ، شَبَّه شِدّة حراسة المشركين لأبي جهل به. انظر النهاية (١/ ٣٤٨).
(٢) لا يُخْلَص إليه: أي لا يصل إليه. انظر النهاية (٢/ ٥٩).
(٣) أطَنَ قدمه: قَطَعها. انظر لسان العرب (٨/ ٢٠٨).
(٤) أجهَضَنِي: أي منعني. انظر النهاية (١/ ٣١٠).
(٥) يَتَمَطَّطُ: أي يتمدد. انظر النهاية (٤/ ٢٨٩).
(٦) قال الإمام الذهبي في السير (١/ ٢٥١): هذه واللَّه الشجاعة، لا كآخر مِنْ خَدْشٍ بسهم ينقطع قلبه، وتخور قواه.
(٧) عَقِير: مقطوع الساق. انظر لسان العرب (٩/ ٣١٣).
(٨) وبه رَمَق: أي بقية الروح وآخر النفس. انظر النهاية (٢/ ٢٤٠).
(٩) أخرجه ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٤٦).

2 / 431