الكلام على أصل الدين وبيان الأمر الأول
...
أصل الدين وقاعدته
أصل الدين وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
الأصل: تقدم بيانه.
والقاعدة: بمعنى الأصل؛ أي: أن أصل الدين وأساسه وقاعدته الذي ينبني عليه غيره، ويتفرع منه سواه، ولا يصحُّ عمل ولا قول إلا به: أمران عظيمان، وهما: معنى كلمة الإخلاص: لا إلا الله، التي خلق الله الثقلين لأجلها.
الأول: الأمر بعبادة الله؛ أي: إفراده بالعبادة كلها له وحده لا شريك له؛ كما قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّك﴾؛ أي: أمر ووصى ﴿أَلاَّ تَعْبُدُوا﴾، وهذا معنى: لا إله، ﴿إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء:٢٣]، وهذا معنى: إلا الله.
وكل رسول أرسله الله إلى قومه أول ما يأمرهم به هو إفراد الله بالعبادة دون من سواه:
كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] .