أوضح التفاسير
الناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
تصانيف
﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ﴾ أي لن تنالوا بر الله تعالى وثوابه ومغفرته ﴿حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وهذا يكاد أن يكون منعدمًا في هذا الزمان؛ لأنك ترى الرجل يتصدق بثوبه الممزق، ولقمته العفنة، وكل ما يكرهه ويستقذره؛ ثم يتيه عجبًا، ويختال طربًا، ويميس فخرًا، بما جاد به، ويعتقد أن الجنة لم تخلق إلا لأجله؛ فهيهات هيهات أن يدخل مثل هذا جنةالله، أو أن يتمتع برضوانه ولن ينال برالله، سوى من أنفق مما يحب في دنياه ﴿وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ فيؤاخذكم عليه إن كان مما تكرهون، ويثيبكم عليه إن كان مما تحبون فانظروا - هداكم الله - ماذا أنتم فاعلون
﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًاّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ حرم على نفسه لحوم الإبل وألبانها - وقد كانا أحب الأشياء عنده - لمرضه بعرق النسا. و«إسرائيل» هو يعقوب ﵇
﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ مكة؛ وهما لغتان فيها ﴿مُبَارَكًا﴾ كثير الخير والبركات؛ لما فيه من الثواب وتكفير السيئات
﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾ حجج ظاهرات.
⦗٧٣⦘ ﴿مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ﴾ وهو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثرت فيه قدماه، ومنها أن الطير لا يعلوه أبدًا؛ مع كثرته وشدته ﴿وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ﴾ أي طلب منهم، وفرض عليهم ﴿حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ بالمال، والصحة، والأمن ﴿وَمَن كَفَرَ﴾ أي جحد فرضية الحج. أو هو من كفران النعم؛ أي من لم يشكر ما أنعمت عليه من صحة الجسم، وسعة الرزق؛ ولم يحج ﴿فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ﴾ وهم الفقراء إليه، المتزلفون له، الطالبون مرضاته، المؤملون فضله
1 / 72