74

أوضح التفاسير

الناشر

المطبعة المصرية ومكتبتها

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

تصانيف

﴿يأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ﴾ زعم كل من اليهود والنصارى: أن إبراهيم ﵇ كان منهم؛ وجادلوا رسولالله فيه، فقيل لهم: إن اليهودية إنما كانت بعد نزول التوراة، والنصرانية بعد نزول الإنجيل؛ وبين إبراهيم وموسى ألف عام، وبينه وبين عيسى ألفان فكيف يكون على دين لم يأت بعد، ولم يحدث إلا بعد عهده بأزمنة؟
﴿هأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ﴾ من أمر موسى وعيسى ﴿فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾ من أمر إبراهيم
﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا﴾ كما تزعمون ﴿وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا﴾ مائلًا إلى الدين الحق القيم؛ وهو الإسلام
﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ﴾ أي آمنوا به؛ وليس من بينهم اليهود أو النصارى ﴿وَهَذَا النَّبِيُّ﴾ محمد؛ لأنه نادى بدين إبراهيم وملته ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾ بمحمد ﵊؛ فهؤلاء هم أولى الناس بإبراهيم؛ لا من كذبوه
﴿وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ جماعة من اليهود
﴿يأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ القرآن ﴿وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ تعلمون أنه حق منزل من عند الله تعالى؛ لورود ذكر مجيء الرسول ﵊ في كتابكم
﴿يأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ﴾ تخلطون
﴿وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ لطائفة أخرى منهم. ⦗٦٩⦘ ﴿آمِنُواْ بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ﴾ أوله ﴿وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ﴾ وذلك أنهم تواصوا فيما بينهم أن يؤمن فريق منهم أول النهار، ثم يكفروا آخره؛ لأجل أن تتزلزل عقائد المسلمين؛ فيقولون في أنفسهم: ما دعا هؤلاء إلى الارتداد؛ إلا ظهور بطلان ديننا ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ أي لعل المؤمنين يرجعون عن إيمانهم

1 / 68