247

أوضح التفاسير

الناشر

المطبعة المصرية ومكتبتها

الإصدار

السادسة

سنة النشر

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

مناطق
مصر
﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ وهو مسجد قباء
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ﴾ وهو حافة الوادي المتصدع، المشرف على السقوط
﴿لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً﴾ شكًا ﴿فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ﴾ تتقطع ﴿قُلُوبِهِمْ﴾ بالموت؛ أو إلا أن يتوبوا
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ﴾ مثل تعالى إثابتهم بالجنة على بذلهم أنفسهم وأموالهم في سبيله؛ بالشراء. عن الحسن رضي الله تعالى عنه: أنفسًا هو خلقها، وأموالًا هو رزقها
ومر أعرابي بالرسول ﵊ وهو يقرؤها فقال: بيع والله مربح؛ لا نقيله ولا نستقيله؛ وخرج إلى الغزو فاستشهد ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ﴾ أي يقتل بعضهم بعض الكفار ﴿يُقَاتِلُونَ﴾ يقتل بعض الكفار بعضهم ﴿وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾ أي إن جزاء المؤمن على جهاده بالجنة: وعد من الله حق ﴿فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾ ومن هنا يعلم أن فريضة الجهاد، ومقاومة الأعداء، وبذل النفس والمال في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى: كان من أقدم العصور التي نزل فيها تشريع إلهي، ودين سماوي؛ وأنه قد نص على أجر المجاهدين وثوابهم ﴿فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ﴾ قبل أن ينزل به القرآن الكريم؛ الذي جاء مصدقًا لما تقدمه من الرسل والكتب ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ أي لا أحد أوفى منه تعالى ﴿فَاسْتَبْشِرُواْ﴾ أيها المجاهدون ﴿بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ﴾ الله ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ وأي فوز أعظم من التمتع بالجنة، والفوز برضا الله تعالى؟ ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ﴾
﴿التَّائِبُونَ﴾ عن المعاصي ﴿الْحَامِدُونَ﴾ لله تعالى في كل حالة.
⦗٢٤٢⦘ ﴿السَّائِحُونَ﴾ المجاهدون، أو الصائمون. وذلك لأن الصائم تصفو روحه، وتضعف شهوته، وتنجلي قريحته، ويعتدل نظره، ويقل هواه؛ فيكون أقرب شبهًا بالملائكة؛ فيسيح في ملكوت الله تعالى، ويتفكر في خلق السموات والأرض؛ وقيل: هم طلبة العلم؛ لأنهم يسيحون في الأرض ابتغاء طلبه وتحصيله؛ أو هم الجائلون بأفكارهم في ملك ربهم وتوحيده ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ أحكامه، والعمل بما فيها، والحض عليها ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الذين هذا حالهم بالجنة

1 / 241