315

نعلمه بفتوحات استطعم الإيمان حلاوتها من أطراف المران، واستنطق الإسلام عبارتها من ألسنة الخرسان، وذلك بفتح حصن الأكراد الذي كان في خلق البلاد الشامية غصة لم تسغ بمياه السيوف المجردة، وشجى في صدرها لم تقومه أدوية العزائم المفردة.

ومن انشائه بابطال الحشيش بعد الخمر نعلمه أن المنكرات أمرنا أن تملأ الصحائف باجرها وتفرغ الصحاف، وأن لا يخلوا بيت من بيوتها من كسر أو زحاف، وقد بلغنا الآن أنها اختصرت، وإن كلمة الشيطان بالتعريض عنها ما قصرت، وأن أم الخبائث ما عقمت، وإن الجماعة التي كانت ترضع ثدي الكاس عن ثديها ما فطمت، وإنها في النشوة ما خيب إبليس مسقاها، وإنها لما أخرج المنع عنها ماء الخمر أخرج لها من الحشيش مرعاها، وأنها استراحت من الخمار، واستغنت بما تشتريه بدرهم عما كانت تبتاعه من الخمر بدينار، وإن ذلك فشا في كثير من الناس وعرف في عيونهم ما يعرف من الإحمرار، في الكأس، وصاروا كأنهم خشب مسندة سكرى، وإذا مشوا يقدمون لفساد عقولهم رجلا ويؤخرون أخرى، ونحن نأمر بأن تجتث أصولها وتقتلع،

صفحة ٧٣