308

والأباق في هذا الميدان مجال، وإذا اعترفوا بما حصل للفارس المخزومي عندهم من الفتح كفى الله المؤمنين القتال، وينهى بعد أدعية ما برح المملوك منتصبا لرفعها، وثغر ثلاثية ما لسجع المطوق في الأوراق النباتية حلاوة سجعها، واشواق برحت بالمملوك ولكن تمسك في مصر بالآثار.

وابرح ما يكون الدهر يوما ... إذا دنت الديار من الديار

وصول المملوك إلى مصر محتميا بكنانتها، وهو بسهام البيت مصاب مذعور لما شاهده من المصارع عند مقابلة الفرسان في منازل الأحباب مكلما، من ثغر طرابلس الشام بأسنة الرماح محمولا على جناح غراب، وقد حكم عليه البين أن لا يبرح من سفره على جناح،

وكان في البين ما كفاني ... فكيف بالبين والغراب

يا مولانا لقد قرعت من هذا الثغر بأصابع السهام، وقلع منه ضرس الأمن ولم يبق له بعد ما شعر به البيت نظام، وكثرت الحرب في ثناياه عن أنياب، وأقتلعنا منه مع أنهم لم يتركوا لنا فيه ثنية ولا ناب، وأمست شهب الرماح قافية على آثارنا والسابق السابق منا الجواد، ولزمت الروى من دمائنا لئلا يظهر لقافيتها عند نظم الحرب سناد، وفسد انسجام تلك الأبيات

صفحة ٦٦