تيسير البيان لأحكام القرآن

ابن نور الدين ت. 825 هجري
94

تيسير البيان لأحكام القرآن

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

وكذلك "النَّفَرُ"؛ لأنهم ينفرون إذا استُنْفروا، بخلاف النساء (١). * * * الفصل الثاني في كيفيةِ استعمالِ العرب للعامِّ واتِّساعها فيه فمِنْ ذلك: ١ - أَنّها قدْ تأتي باللَّفْظِ عامًّا ظاهِرًا، وتريدُ بهِ العامَّ الظاهِرَ، ولا خصوصَ فيه. ٢ - وعامًا ظاهرًا يُعْرَفُ منه العمومُ، ويدخُلُه التَّخْصيصُ. ٣ - وعامًا ظاهرًا يُعْرَفُ منهُ أنه يُرادُ بهِ الخاصُّ. وقد تأتي بكلامَيْنِ مُتَّصِلَينِ، ويكونُ أحدُهما خاصًّا، والآخرُ عامًّا. ٤ - فقدْ يكونُ العامُّ في أَوَّلِ الكَلامِ، والخاصُّ في آخِرِهِ. ٥ - وقد يكونُ الخاصُّ في أَوَّلِ الكَلامِ، والعامُّ في آخِرِه، وبجميع ذلك قد (٢) جاءَ التنزيلُ، وسأبينُ ذلكَ بأمثلةٍ يُستدَلُّ بها على ما وراءَها: ١ - فمثالُ العامِّ الظاهِرِ الذي يُرادُ بهِ العامُّ الظاهِرُ، ويمتنعُ تَخْصيصه: قولُ اللهِ ﷻ: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الزمر: ٦٢]، وقولُ اللهِ ﵎: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: ٦]. ٢ - ومثالُ العامِّ المَخْصوص: قولُ اللهِ ﷻ: ﴿وَالسَّارِقُ

(١) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٢/ ٦٧٤)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (٦/ ١٢٠)، عند تفسير قوله تعالى: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾. (٢) "قد" ليست في "ب".

1 / 54